الأزمة الاقتصادية تنغص فرحة جيل الثمانينيات بحفلة “باك ستريت بويز” في مصر
نشر بتاريخ: 05 مارس 2023 الساعة 09:43 صباحًاالمشاهدات:
603 مشاهدة
بعد فترة من طول الانتظار، أعلنت الجهة المنظمة لحفل الفريق الغنائي الأميركي الشهير “باك ستريت بويز” (Backstreet Boys) في مصر أسعار تذاكر الحدث المقرر إحياؤه في القاهرة الجديدة في الأول من مايو/أيار المقبل.
وجاءت أسعار تذاكر الحفلة، التي ينتظرها كثيرون من جيل الثمانينيات وأواخر السبعينيات من القرن الماضي، بين 1050 جنيها (35 دولارا) و9 آلاف جنيه (293 دولارا)، وهي الأرقام التي “صدمت” المصريين، خصوصا أن إعلانها تزامن مع رفع أسعار البنزين مرة جديدة، مما يعني زيادة أسعار كل السلع ومواجهة حلقة صعبة جديدة من مسلسل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد.
ورغم التوقعات المسبقة بخصوص أسعار التذاكر، فإن بعضهم ظل يأمل في الذهاب ومشاهدة الفرقة التي أحبها وتماهى مع أغنياتها في فترة مبكرة من عمره، في حدث ربما لا يتكرر في حياته مرتين، قبل أن يتهشّم الحلم على صخرة الأزمة الاقتصادية.
ومع ذلك، بمجرد الإعلان عن الأسعار، نفدت كل التذاكر من فئة 9 آلاف، و8 آلاف، و5500 جنيه مصري، الأمر الذي بدا أشبه بكوميديا سوداء، كما لو أن الأزمة لم تُزد الطبقة المتوسطة إلا فقرا، في حين حافظت الطبقة الأعلى على رفاهيتها.
في ذاكرة محبي “باك ستريت بويز” يظهر أبطال الفرقة كمجموعة من الشباب يغنون ويرقصون على أغان من نوع خاص تزامنت مع مراهقتهم ومراحل شبابهم الأولى. لكن الآن، بعدما صار أصغر أعضاء الفرقة عمره 43 عاما، لم تعد الفرقة ولا جمهورها من صغار السن.
لهذا، وخلال الفترة التي تلت إعلان الفرقة نيتها إحياء حفلة جماهيرية في مصر -ضمن جولتها العالمية التي تحمل اسم “دي إن إيه” (DNA) والتي تشمل دولا في أفريقيا وآسيا- بدأ رواد منصّات التواصل من المصريين تداول منشورات كوميدية يسخرون فيها من أنفسهم وأدائهم المُستقبلي في الحفلة، فجميعهم تتراوح أعمارهم بين أواخر الثلاثينيات وأواخر الأربعينيات، وبالتالي سيكون بينهم كثيرون لا يتمتعون بالطاقة الشبابية وغير قادرين على الوقوف لساعات بلا تعب.
وبعيدا عن تلك التعليقات، كانت غالبية جمهور الفرقة من المصريين على يقين بنفاد كل التذاكر مهما بلغ سعرها، لا لشيء سوى أن المنظمين لعبوا على سلاح الحنين والنوستالجيا، نقطة الضعف الوحيدة الباقية في هذا الجيل الذي فشلت ثورته وانهارت أحلامه وطموحاته أمام الأزمات المتلاحقة. هؤلاء من يسعون إلى التقاط فتات السعادة من بين جنبات الماضي، لا الحاضر أو المستقبل.
لطالما تمتعت فرقة “باك ستريت بويز” بشهرة عالمية، سواء في مصر أو الوطن العربي، كونها من أشهر فرق موسيقى “البوب”، وظهرت الفرقة عام 1993، واستطاعت أغنياتها أن تنتشر سريعا على مستوى العالم، شرقا وغربا.
باع الألبوم الأول للفرقة، الذي صدر عام 1996، أكثر من 120 مليون نسخة، وهو ما جعلها الفرقة الأفضل مبيعا في التاريخ، كما نجح ألبوم “ميلينيوم” (Millennium) الصادر عام 1999 في اقتناص لقب ثاني ألبومات البوب الأكثر مبيعا في التاريخ، وهو العام ذاته الذي صدرت فيه أغنية “أريدها بهذه الطريقة” (I Want It That Way). ومع أن الفيديو الخاص بها لم يُطرح إلا بعد عقد كامل من الزمان، وتحديدا عام 2009، فإن نسبة مشاهدته تخطّت 1.2 مليار مشاهدة.