يحرص الملايين حول العالم على تناول فنجان من القهوة صباح كل يوم، ولكن هذا الحب الجارف قد يستحق التوقف قليلا بعد معرفة قصة طائر نادر ودور فضلاته بإنتاج قهوة غالية الثمن.

وفي التفاصيل، يحرص طائر الجاكو في موطنه بغابات شرقي البرازيل المطلة على شواطئ المحيط الأطلسي، على انتقاء حبوب البن والقهوة من على أشجارها ويختار أفضلها الناضجة والسليمة غير المصابة، ويتغذى على قشرها فقط.

ولا تتوقف العملية عند هذا الحد فحسب، بل يخرج لب هذه القشور مع روثه نكهة ورائحة “لا تحتوي عليها أنواع القهوة الأخرى”، ومن ثم يلتقط المزارعون الحبات للغسيل والتجفيف والتحميص ثم الطحن، وصولا لـ “قهوة استثنائية”.

كانت صناعة القهوة من روث طائر الجاكو قد بدأت في عام 2000، في إحدى قرى ولاية إسبيريتو سانتو التي تقع على ضفة نهر ريو دوسي، حيث يعيش هذا الطائر الذي يشبه الدجاج شكلا وحجما ويتكاثر كذلك.

ويعادل حجم إنتاج القهوة من روث طائر الجاكو 300 كيلوغراما في السنة كلها، لذلك تحظر السلطات المحلية صيده أو تربيته في الأسر.

ويصل سعر الكيلو من هذه القهوة نحو 230 دولارا، وتعادل تكلفة إنتاجها ضعف تكلفة إنتاج القهوة بالطرق العادية 30 مرة.

سخرية وشماتة

وفي العالم الافتراضي تفاعل مغردون عرب على نطاق واسع مع قصة هذه القهوة ومصدرها، حيث انقسمت التعليقات والآراء بين سخرية واندهاش وشماتة بحسب ما بثه برنامج “شبكات” في حلقته بتاريخ (2023/10/3).

بلهجة لا تخلو من تهكم وشماتة، قال حيدر حسين لمحبي هذا المشروب: “صحتين وهنا لعشاق القهوه يلي صارعين روسنا.. عم يشربوا فضلات طائر. اللهم إني من الشامتين”.
بدوره حاول يوسف خليل عباس الاستفسار والاطمئنان عن مصدر مشروبه المفضل بعد معرفة قصة طائر الجاكو، وقال: “شفلي بحياتك النسكافيه وأصلها شي؟ لأنو أنا بشرب كل يوم 4 فناجين دخيلك طمني”.

من جهته لا يرتبط “علي” بأي علاقة مع القهوة، وأشار إلى أنها “لو تصير ببلاش ما أشربها بس أكو (يوجد) حيوان هم نسيت اسمه مثل البزون (القط) يسوون قهوة من فضلاته وهم درجة أولى”.

وفي حين قالت سارة حسين ساخرة “وأنا عم قول ليش عم ضل صفّررر”، استغرب عدي النجار اللجوء إلى البن القادم من البلد اللاتيني، وأضاف “أجود أنواع البن هو العربي يعني نتركه ونروح نجيب من البرازيل فضلات طيور”.

تجدر الإشارة إلى وجود أنواع أخرى من القهوة مصدرها روث الحيوانات مثل قهوة “بلاك إيفوري” وهي قهوة العاج الأسود المصنوعة من “روث الفيلة”، وكذلك قهوة “الكوبي لواك” الإندونيسية التي تصنع من فضلات حيوان اسمه “زبّاد النخيل” يشبه القطط ويقتات على حبوب القهوة.