كيف يصوم مريض السكري في رمضان وكم تمرة يمكن له أن يأكل؟
نشر بتاريخ: 03 مارس 2023 الساعة 07:07 صباحًاالمشاهدات:
489 مشاهدة
مع اقتراب شهر رمضان يواجه مرضى السكري معضلة في التوفيق بين واجباتهم الدينية والقيود التي يفرضها المرض، وتتردد قبل الشهر الكريم أسئلة نحاول الإجابة عنها هذا التقرير، ومن بينها: متى يصوم مريض السكري؟ وهل هناك فرق في صيام مريض السكري من النوع الأول والنوع الثاني، ثم كم تمرة يمكن لمريض السكري أن يأكلها في رمضان؟
صيام مريض السكري من النوع الأول
مريض السكري من النوع الأول يعتمد على تناول حقن الإنسولين، ويحتاج إلى تناول الغذاء بعد أخذ الجرعة مباشرة، فإذا لم يأخذها المريض ينقص السكر بالدم، وربما يؤدي إلى غيبوبة نقص السكر، ومن أعراضها العرق الشديد والدوخة وازدياد نبضات القلب.
تقول مؤسسة حمد الطبية في قطر إنه لا ينصح بصيام مريض السكري من النوع الأول. أما إذا أصر على الصيام، فيجب تحقيق التالي:
يجب أن يكون مستوى السكر بالدم منتظمًا.
يجب أن لا يعاني نقصًا في معدل مستوى السكر خلال شهرين على الأقل قبل رمضان.
حالات يمنع فيها صيام مريض السكري من النوع الأول
هناك حالات لا يسمح فيها بالصيام مطلقًا للخطر الشديد على حياة المريض، وهي:
أن يكون مستوى السكري بالدم متأرجحًا وغير منتظم.
المرضى المعالجون بمضخة الإنسولين.
مصاب السكري الذي يعاني من مضاعفات مثل أمراض القلب والكلى.
صيام مريض السكري من النوع الثاني
مريض السكري من النوع الثاني يعتمد على أخذ أقراص السكري عن طريق الفم.
وتقول مؤسسة حمد الطبية إن معظم المرضى في هذه الفئة يفيدهم الصيام، ولكن يتوجب عليهم تنظيم الوجبات في الإفطار والسحور.
ماذا تفعل إذا كنت مريضًا بالسكري وتريد الصوم؟
يجب استشارة فريق الرعاية الصحية الذي يتولى علاجك من السكري قبل دخول شهر رمضان بمدة كافية، وذلك لأن الصيام قد يكون خطيرًا عليك، وسوف يوضح لك الفريق الطبي المعالج ما إذا كان بإمكانك الصيام بأمان، وسيقدم لك النصائح والإرشادات اللازمة حول كيفية إدارة حالتك طوال شهر رمضان المبارك.
المضاعفات المحتملة التي قد تحدث لمريض السكري بسبب صيام شهر رمضان
الصيام ينطوي على مخاطر متعددة بالنسبة لمرضى السكري -بنوعيه- الذين لم يحسنوا التحكم في مستويات غلوكوز الدم، ومن أكبر مضاعفات السكري المحتملة التي قد يسببها الصيام:
فرط هبوط سكر الدم (الهيبوغلايسيميا)
وهو انخفاض مستوى سكر الدم تحت المستويات الطبيعية (أقل من 70 مليغرامًا/ديسيلتر أو 3.9 مليمولات/لتر)
فرط ارتفاع سكر الدم (الهايبرغلايسيميا)
وهو ارتفاع مستوى سكر الدم فوق المستويات الطبيعية (أكثر من 200 مليغرام/ديسيلتر أو 11.1 مليمولًا/لتر)، والذي قد يؤدي إلى حدوث الحماض الكيتوني السكري (غيبوبة السكري) لدى المرضى المصابين بالنوع الأول من السكري.
الحماض الكيتوني السكري (غيبوبة السكري)
عندما لا تحصل خلايا الجسم على الغلوكوز الكافي، فإنها تبدأ في حرق الدهون للحصول على الطاقة، وحينما يحرق الجسم الدهون بدلا من الغلوكوز فإنه ينتج عن ذلك فضلات تسمى الكينونات، وهذه الكينونات قد تزيد من حموضة الدم، مما يشكل خطورة كبيرة على المريض كما أن الانخفاض الزائد للإنسولين، والمبني على فرضية انخفاض كمية الغذاء التي تدخل الجسم في رمضان، قد يضاعف من خطر الحماض الكيتوني السكري.
ومرضى النوع الأول من السكري الذين يخططون لصيام شهر رمضان هم الأكثر عرضة للإصابة بالحماض الكيتوني السكري، لا سيما إذا تكررت لديهم الإصابة بفرط ارتفاع سكر الدم (الهايبرغلايسيميا) قبل دخول شهر رمضان.
الجفاف والخثرات الدموية
صيام شهر رمضان قد يسبب الجفاف لمريض السكري، نظرا لافتقار الجسم للسوائل، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الحرارة والرطوبة في بعض المناطق، والجفاف قد يتسبب في زيادة لزوجة الدم، وهي قد تزيد من احتمال الإصابة بالخثرات الدموية، ولذا فإنه يتعين على مرضى السكري الذين يصومون شهر رمضان أن يشربوا كميات وفيرة من الماء خلال ساعات الليل، لحماية أنفسهم من الجفاف وما ينجم عنه من مضاعفات، وذلك وفقًا لمؤسسة حمد الطبية.
نصائح لمرضى السكري الذين سيصومون
إذا أخبرك طبيبك أنه يمكنك الصوم في رمضان، فيجب عليك الانتباه إلى الأمور التالية:
مراقبة مستويات سكر الدم
ينصح بقياس مستوى سكر الدم لدى الصائم بين الفينة والأخرى، طوال ساعات اليوم، وهذا يعد ضروريًّا بصفة خاصة للمرضى الذين يعالجون بالإنسولين.
وتنصح مؤسسة حمد الطبية بفحص مستويات سكر الدم أربع مرات في اليوم، على الأقل، في الأوقات التالية:
من 10:00 صباحًا إلى 11:00 صباحًا.
من 03:00 مساء إلى 04:00 مساء.
بعد 3 ساعات من الإفطار.
قبل السحور مباشرة.
إذا تبين لمريض السكري وجود مؤشرات على حدوث فرط هبوط سكر الدم (الهيبوغلايسيميا) أو فرط ارتفاع سكر الدم (الهايبرغلايسيميا)، فيجب قطع الصيام والإفطار على الفور، وذلك سعيا للحفاظ على مستوى طبيعي من سكر الدم، ومنعا لحدوث مضاعفات السكري الخطيرة.
التغذية
اجتناب تناول كميات كبيرة من الطعام في وجبة الإفطار أو تناول أغذية بها نسبة عالية من الدهون أو الكربوهيدرات.
ابدأ وجبتك بتناول كمية صغيرة من غذاء غني بالكربوهيدرات البسيطة، ويمكن للجسم امتصاصه بسرعة، مثل التمر أو الحليب.
تأخير وجبة السحور بقدر الإمكان؛ ويستحسن أن تحتوي على أغذية غنية بالكربوهيدرات المعقدة، مثل خبز الحبوب الكاملة، والخضروات، وذلك لأن الجسم يستغرق وقتا طويلا لكي يهضم الكربوهيدرات المعقدة ويمتصها، وهذا يبقي الجسم مزودا بالطاقة لأطول فترة ممكنة من النهار.
التمارين الرياضية
بإمكان معظم مرضى السكري الذين يصومون رمضان أن يحافظوا على المستويات العادية من النشاط البدني والرياضي؛ ولكن من المستحسن، بشكل عام، اجتناب ممارسة التمارين الرياضية أثناء ساعات الصيام، لاسيما قبيل وقت الإفطار، لأنها قد تكون سببًا في إصابة المريض بفرط هبوط سكر الدم.
وعلى الرغم من أن الخلود للراحة قبل وقت الإفطار يعد أمرًا مستحسنًا، فإنه يتعين على مرضى السكري اجتناب النوم أثناء هذه الفترة التي تسبق الإفطار، وذلك لكي يبقوا متيقظين لمؤشرات فرط هبوط سكر الدم (والتي يرجح حدوثها خلال الساعات الأخيرة من نهار الصوم).
متى ينصح مريض السكري بعدم الصوم؟
السكري غير مستقر.
مرضى السكري النوع الأول.
وجود مضاعفات مزمنة، مثل الفشل الكلوي.
إذا كنت تخضع لغسيل الكلى.
إذا كنت تعاني من فرط هبوط سكر الدم بشكل متكرر.
إذا كنت قد تعرضت للإصابة بالحماض الكيتوني (غيبوبة السكري) خلال الأشهر الثلاثة التي سبقت شهر رمضان.
السعرات الحرارية في أغذية رمضانية شائعة
القطعة الواحدة من السمبوسة المقلية تحتوي على 250 سعرًا حراريًّا، بينما تحتوي قطعة السمبوسة المحمصة على 125 سعرًا حراريًّا، ولذلك احرص على تحميص السمبوسة بدلا من قليها، واكتفِ بتناول قطعة واحدة منها أو اثنتين على الأكثر، واحرص على استخدام الحشوات الخفيفة، مثل الجبنة قليلة الدسم.
القطعة الواحدة من القطايف المحشوة بالجبنة أو المكسرات تحتوي على 200 إلى 400 سعر حراري؛ لذا فإنه من المستحسن الابتعاد عن تناول هذه الأطعمة، ولكن إذا رغبت في تناولها مرة واحدة في كل فترة، فاحرص على تحميصها بدلا من قليها، مع استخدام حشوة قليلة الدسم، وتخفيف تركيز محلول السكر.
اجتنب تناول أكثر من 3 تمرات في اليوم، وذلك لأن كل تمرة تمد الجسم بنحو 20 سعرًا حراريًّا، وتحتوي على ما يعادل معلقة شاي من السكر.
نصائح عامة لمرضى السكري في رمضان
اجتنب إضافة الزبدة أو السمن إلى أطباق الهريس والجريش وخلافها من الأطعمة.
احرص على تناول (8 – 10) أكواب من الماء خلال الفترة بين الإفطار والسحور.
يستحسن أن تبدأ وجبة إفطارك بتناول التمر لأنه يساعد على رفع مستوى سكر الدم إلى المعدل الطبيعي.
احرص على تناول أطباق الحساء قليلة الدسم، مثل حساء الخضروات وحساء العدس، وإذا كنت تخطط لتناول حساء بالقشدة، فمن المستحسن الحليب منزوع الدسم بدلا من القشدة.
أفضل وقت لممارسة التمارين الرياضية خلال الفترة المسائية (بعد ساعتين من وجبة الإفطار) كما أن الذهاب إلى المسجد وأداء صلاة التراويح يمكن أن يعد جزءًا من النشاط البدني والرياضي اليومي خلال شهر رمضان.