دربونه | كشفت دراسة حديثة أجراها علماء الأعصاب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون له تأثير مباشر على الإبداع والذاكرة البشرية، سواء بشكل إيجابي أو سلبي، مما يثير تساؤلات جديدة حول تأثير التكنولوجيا المتسارع على القدرات الإدراكية للإنسان.

الذكاء الاصطناعي محفز ومقيد للإبداع في آنٍ واحد

بحسب الدراسة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُسهم في تعزيز الإبداع عبر:

• تحليل كميات ضخمة من البيانات واستخلاص أنماط يصعب على البشر ملاحظتها.

• تحرير الوقت العقلي من المهام الروتينية مثل تنظيم الملفات والبحث، مما يسمح بتركيز أكبر على الأفكار الخلّاقة.

• تخصيص المحتوى بناءً على التفضيلات الشخصية، مما يزيد من جاذبية التجارب الإبداعية.

لكن في المقابل، رصد العلماء آثارًا سلبية أيضًا، حيث أن:

• الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى انخفاض تنوع الأفكار، نتيجة تقيد المستخدمين بالخيارات التي تقدمها الخوارزميات.

• القدرات الإبداعية البشرية قد تضعف عند غياب التحدي العقلي الضروري لإنتاج أفكار أصلية.

الذكاء الاصطناعي والذاكرة: مساعدة كبيرة ولكن بثمن!

في جانب الذاكرة، وجد الباحثون أن الذكاء الاصطناعي يمكنه تخزين المعلومات بدلاً من الإنسان، ما يتيح له التركيز على الفهم العميق واتخاذ القرار. ومع ذلك، هناك تحذيرات من:

• تراجع مهارات الحفظ البشرية بسبب الاعتماد المفرط على أدوات الذكاء الاصطناعي.

• ظهور معلومات زائفة نتيجة “هلوسات الذكاء الاصطناعي”، ما يؤدي إلى ترسيخ مفاهيم غير صحيحة في ذاكرة المستخدمين.

تجربة علمية تُظهر تأثيرات حقيقية

أُجريت الدراسة على 54 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عامًا، قُسّموا إلى ثلاث مجموعات:

• مجموعة استخدمت ChatGPT.

• مجموعة استخدمت محرك البحث غوغل.

• مجموعة عملت بدون أي أدوات رقمية.

طُلب من الجميع كتابة مقالات تحليلية عن موضوعات مثل أخلاقيات العمل الخيري وتأثير كثرة الخيارات على اتخاذ القرار، وتم رصد نشاط الدماغ باستخدام تقنيات EEG في 32 منطقة دماغية مختلفة.

نتائج صادمة: من دون أدوات رقمية = تفكير أعمق

أظهرت النتائج أن المجموعة التي لم تستخدم أي أدوات ذكاء اصطناعي أنتجت:

• محتوى أكثر أصالة وابتكاراً.

• نشاطاً عصبياً أعلى في مناطق التفكير العميق.

• معالجة معرفية معمّقة ومواقف شخصية واضحة في كتاباتهم.

العلماء: نحتاج إلى أبحاث أعمق

رغم هذه النتائج المهمة، يؤكد الباحثون أن التأثير الكامل للذكاء الاصطناعي على الإدراك البشري لا يزال غير محسوم، ويتطلب دراسات طويلة الأمد لفهم مدى تغيّر وظائف الدماغ والذاكرة والتعلم مع تزايد الاعتماد على هذه التقنيات.