دربونه | توصل علماء من جامعة بريستول البريطانية إلى نتائج مفاجئة تشير إلى أن أحماض أوميغا 3 الدهنية، التي طالما اعتُبرت مفيدة للصحة ولها خصائص مضادة للالتهاب، قد تزيد من مستويات بعض المؤشرات الالتهابية في الجسم، وذلك بحسب ما نشرته مجلة International Journal of Epidemiology.

🧪 الدراسة الأوسع من نوعها

واعتمدت الدراسة على بيانات طويلة الأمد من دراسة أفون الطولية للآباء والأطفال (ALSPAC)، والتي امتدت على مدار 30 عامًا، وشملت آلاف المشاركين الذين وُلدوا في منطقة أفون الإنجليزية بين عامي 1991 و1992، بالإضافة إلى معلومات صحية عن أسرهم.

وخلص الباحثون إلى أنه مع ارتفاع تركيز أوميغا 3 في الدم، ارتفعت أيضًا بعض المؤشرات الحيوية المرتبطة بالالتهاب، ما يتناقض مع الفرضية السائدة حول دور هذه الأحماض في تقليل الالتهابات.

🔁 أوميغا 6 مقابل أوميغا 3

وأظهرت الدراسة أن نسبة أوميغا 6 إلى أوميغا 3 تلعب دورًا جوهريًا، إذ بيّنت النتائج أنه كلما زادت نسبة أوميغا 6 على أوميغا 3، ارتفعت المؤشرات الالتهابية، مما يعكس تعقيد العلاقة بين أنواع الدهون والوظائف البيولوجية في الجسم.

ولتأكيد هذه النتائج، لجأ العلماء إلى تحليل إضافي شمل بيانات من البنك الحيوي البريطاني – أحد أكبر قواعد البيانات الصحية في العالم، ويضم بيانات لنحو نصف مليون شخص. واعتمد التحليل على طريقة التوزيع العشوائي المندلي، التي تسمح بفهم العلاقة السببية بين الجينات والسلوك الصحي، وسجلت النتائج أيضًا ارتباطًا بين أحماض أوميغا وبعض العمليات الالتهابية.

⚠️ لا ضرر مؤكد.. لكن السياق مهم

ورغم هذه النتائج، شدد الباحثون على أن الالتهاب آلية بيولوجية معقدة، وأن هذه الدراسة لا تعني بالضرورة أن أوميغا 3 ضارة. بل أوضحوا أن تأثيرها قد يعتمد على السياق، والجرعة، والعوامل الفردية لكل شخص.

وقال فريق البحث:

“ليست جميع الاستجابات الالتهابية سلبية، وبعضها ضروري لوظائف الجسم الدفاعية. نحتاج إلى فهم أعمق لكيفية تفاعل أوميغا 3 مع الجسم بحسب الظروف المختلفة.”

🐟 ماذا يعني ذلك للمستهلك؟

لا توصي الدراسة بالتوقف عن تناول أوميغا 3، سواء من المكملات أو المصادر الطبيعية كزيوت السمك والمكسرات، بل تدعو إلى الحذر في تعميم فوائدها المطلقة، وأخذ الجرعات والتوازن مع أوميغا 6 بعين الاعتبار.