جاكي شان في “الضربة الخفية”.. اختفت مهاراته القتالية واعتمد فقط على خفة ظله
نشر بتاريخ: 13 أغسطس 2023 الساعة 08:21 صباحًاالمشاهدات:
252 مشاهدة
يُعرض حاليا فيلم “الضربة الخفية” (Hidden Strike) على منصة نتفليكس، وفي دور العرض السينمائية في الشرق الأوسط والعالم، ويشارك في هذا العمل بطلان يتمتعان بالشهرة والجاذبية، وهما جاكي شان وجون سينا، فكل منهما برع في مزج الأكشن والكوميديا.
وبالإضافة إلى النجمين المذكورين، هناك عامل جذب آخر للجمهور العربي، وهو مشاركة الممثل والمغني والملحن هاني عادل والممثلة ليلى عز العرب في أدوار بسيطة. فهل استطاع الفيلم استغلال الفرصة المتاحة له بالجمع بين بطلين في أفلام الأكشن لهما جمهور واسع؟
الحاجة لحبكة مقنعة
تدور أحداث فيلم “الضربة الخفية” في صحراء بالشرق الأوسط، حيث تعمل شركة على استخراج النفط، وعلى الجانب الآخر هناك عصابة تهدف إلى سرقة هذا النفط، ولذلك تداهم الموقع، وينقذ أغلب العاملين رجل القوات الخاصة “دراغون لو” (يلعب دوره جاكي شان) وفريقه، وسريعا ما نعرف أن سبب موافقة “لو” على المهمة هو وجود ابنته (مي) بين العاملين في موقع النفط، وهو لا يهدف فقط إلى إنقاذها، ولكن لاستعادة علاقته بها، التي دمرها غيابه عنها خلال طفولتها.
على الناحية الأخرى، “كريس” (يلعب دوره جون سينا) جندي مرتزق سابق، قرر -بعد مقتل والده أمام عينيه- الاعتزال والتفرغ لرعاية مجموعة من الأيتام من أبناء الصحراء، ولكن بسبب نقص الماء، ورغبته في مساعدة أهل القرية، يقرر العودة لمهمة أخيرة، يظن أنها ضد جماعة من المجرمين.
لكن كريس يكتشف أنه مخلب قط في أيدي الأشرار، ونتيجة لذلك يتراجع، وينضم إلى الصيني “لو” في نضاله لتحرير العاملين في شركة النفط.
الفيلم عبارة عن سلسلة من مشاهد الأكشن، وتتخللها بعض النكات بين البطلين، مع محاولات لصبغ المسعى الخاص بهما بمشاهد إنسانية، فتارة نجد الأمر يدور حول استعادة الأب العلاقة بينه وبين ابنته، وتارة أخرى مساعدة أهل القرية من الفقراء الذين قد يموتون إن لم يساعدهم البطل.
لم تكن تلك “المبررات الأخلاقية” مقنعة بما فيه الكفاية، فلم يعتذر الأب عن غيابه، أما كريس، فيبدو أمره أكثر فجاجة وقد تلبس “عبء الرجل الأبيض” القادم من الغرب حاملا على كتفيه مسؤولية إنقاذ الأعراق الأخرى (أهل الصحراء) متجاهلا تأثير الوجود الغربي في المنطقة العربية ومساهمته هو شخصيا في قضايا اغتيالات وتفجيرات سابقة، ولكن بعدما استيقظ ضميره قرر قضاء عمره في الغناء للأيتام والبحث عن الماء لهم.
تنبع مشكلة الفيلم من افتقاره لحبكة منطقية، أو بناء جيد، ويظهر ذلك حتى في أبسط الأشياء، فعلى سبيل المثال، العامل الأساسي لجذب الجمهور للفيلم هو اللقاء بين اثنين من نجوم أفلام الحركة، الأمر الذي يتأخر لأكثر من ساعة في الفيلم، لتبدو الأحداث السابقة على هذا اللقاء كما لو أنها ملء فراغ، ولأن اختبار البطلين أمام بعضهما بعضا ضروري، فقد بدأ هذا اللقاء بمعركة باليدين بينهما، لم تنته إلى شيء، ولكن سريعا ما يتحولان من دون سبب منطقي إلى صديقين.