الروائية ميرال الطحاوي: الكتابة الحقيقية حفر معرفي في التجارب الإنسانية
نشر بتاريخ: 03 مارس 2023 الساعة 02:36 مساءًالمشاهدات:
457 مشاهدة
عكس العنوان “أيام الشمس المشرقة” -الذي قد يوهم القارئ بالتفاؤل والشروق والضوء والأمل- نكتشف داخل متن الرواية الأخيرة للكاتبة المصرية ميرال الطحاوي ظلاما دامسا وعوالم متناقضة وصادمة وقصصا إنسانية لمهاجرين ولاجئين يعيشون البؤس والتشظي والاغتراب والظلم ويعانون الويلات في العالم الخلفي والسفلي بالساحل الغربي الأميركي، في رسائل فنية تخييلية تحفز على التفكير وتلعب على المتناقضات والصدمة.
واستطاعت الطحاوي من خلال أسلوبها الفني المتميز ولغتها الصادمة وعوالمها الغريبة أن تصل بهذه الرواية إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2023.
ولدت ميرال الطحاوي سنة 1968، وتربت في بيئة بدوية صحراوية بمدينة الحسينية في محافظة الشرقية المصرية، ولفتت إليها الأنظار في الساحة الثقافية منذ روايتها الأولى “الخباء” التي حصلت على جائزة الدولة التقديرية، كما فازت رائعتها “بروكلين هايتس” بجائزة نجيب محفوظ للرواية العربية.
وصدر لها في الرواية أيضا “الباذنجانة الزرقاء”، و”نقرات الظباء”، و”امرأة الأرق”، وفي النقد أصدرت الطحاوي عدة كتب استلهمتها من بيئتها البدوية واشتغلت فيها على المخيال الشعبي، مثل “الأنثى المقدسة.. أساطير المرأة في الصحراء”، و”بنت العربان”، و”بعيدة برقة على المرسال”.
وعن عوالم روايتها الأخيرة “أيام الشمس المشرقة” وما تركه أثر وصولها إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية، وعن قيمة الجوائز في الساحة الثقافية العربية كان للجزيرة نت هذا الحوار مع الكاتبة المصرية المقيمة في أميركا ميرال الطحاوي، انفتح على تأثيرات مواضيع الغربة والهجرة على الكتّاب العرب في المهجر والمنفى، فضلا عن عدة قضايا ثقافية أخرى.
تقول الطحاوي: مر وقت طويل بين روايتي “بروكلين هايتس” والأخيرة “أيام الشمس المشرقة”، لم أكتب خلال تلك السنوات العشر أي عمل أدبي، انشغلت كل هذا الوقت بالكتابة الأكاديمية.
بالطبع، اختلفت مشاعري من الترشح الأول للجائزة، في كل مرة الكثير من الفرح والكثير من القناعة بأن الجوائز نصيب، والتنافس عليها تجربة جميلة وثرية للكاتب والكتابة، لكنها ليست هدفا وليست دافعا للكتابة.
الجوائز تخلق رواجا للمكتوب، وتخلق مناخا للتنافس اللطيف، وفي الحقيقة تقدم الجوائز مائدة عامرة ودماء جديدة تثري الكتابة العربية، أنا حريصة على قراءة كل القوائم، وأشعر أنها تعطيني معرفة بتجارب الزملاء وتسمح لي بمتابعة حركة الإبداع العربي واتجاهاتها.