دربونه | طور علماء من جامعة كوبنهاغن بالتعاون مع شركة 23andMe أداة جينية ثورية قادرة على التنبؤ بدقة عالية بخطر إصابة الأطفال بالسمنة قبل بلوغهم سن الخامسة، مما يفتح الباب أمام تدخلات وقائية مبكرة لتقليل هذا الخطر.
التنبؤ المبكر عبر تحليل الحمض النووي
يعتمد الاختبار الجديد على تحليل الحمض النووي من عينة دم بسيطة، ويُعد أكثر دقة بمرتين مقارنة بأفضل الاختبارات السابقة. حيث يُتيح هذا التحليل تحديد الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالسمنة قبل ظهور أي عوامل نمط حياة مثل سوء التغذية أو قلة الحركة.
وقال الدكتور رويلوف سميت، المعد الرئيسي للدراسة:
“نستطيع من خلال هذه الأداة رصد مؤشرات الخطر في سن مبكرة جداً، ما يُمكّن الأطباء من بدء التدخل العلاجي أو الوقائي مبكراً“.
بيانات ضخمة وتعاون عالمي
تم تطوير الأداة بناءً على أضخم قاعدة بيانات جينية مرتبطة بالسمنة حتى الآن، إذ استخدم الباحثون بيانات أكثر من 5 ملايين شخص، بمشاركة 600 عالم من 500 مؤسسة بحثية حول العالم.
وتعتمد الأداة على ما يُعرف بـ”درجة الخطر متعددة الجينات“، حيث تُجمع تأثيرات آلاف المتغيرات الجينية لتحديد نسبة خطر إصابة الطفل بالسمنة لاحقاً.
نتائج مشجعة وتحديات مستقبلية
أظهرت الدراسة أن الأطفال الأكثر عرضة جينياً للسمنة كانوا أكثر استجابة لبرامج إنقاص الوزن وتغيير نمط الحياة، لكنهم عرضة أيضًا لاستعادة الوزن بسرعة بعد انتهاء هذه البرامج، مما يبرز أهمية الدعم المستمر.
وأشارت البروفيسورة روث لوس من مركز أبحاث الطب الحيوي في كوبنهاغن إلى أن:
“هذا التقييم الجيني يمثل نقلة نوعية في الطب الوقائي، ويقربنا خطوة من استخدام الاختبارات الجينية في العيادات بشكل عملي وواسع”.
التحدي العرقي: الحاجة إلى تنوع أكبر
ورغم فعالية الاختبار، فقد أظهر نتائج أفضل لدى الأشخاص من أصول أوروبية مقارنة بذوي الأصول الإفريقية، مما يسلط الضوء على ضرورة تنويع البيانات الجينية المُستخدمة لضمان عدالة وفعالية الأداة عالميًا.