أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة في «يوتيوب» تثير جدلاً بين مطورين وخبراء الإعلام الرقمي
نشر بتاريخ: 01 أكتوبر 2025 الساعة 04:00 مساءًالمشاهدات:
27 مشاهدة
دربونه | أثار إعلان «يوتيوب» عن إطلاق أدوات جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لإنتاج وتحرير الفيديو، موجة واسعة من الجدل في الأوساط الإعلامية والتقنية، بين من يعتبرها قفزة نوعية في صناعة المحتوى الرقمي، وبين من يحذر من مخاطرها في تعزيز ظاهرة التزييف العميق (Deepfake) وانتشار المعلومات المضللة.
أدوات الذكاء الاصطناعي في يوتيوب
كشفت المنصة المملوكة لشركة غوغل، في منتصف سبتمبر (أيلول) الجاري، عن حزمة جديدة من الأدوات التي وصفتها بأنها «ستحدد شكل السنوات العشرين المقبلة»، وذلك بعد إطلاق نموذجها «فيو 3» في مايو (أيار) الماضي، واستعدادها لطرح نسخة «فيو3 فاست» المخصصة لمقاطع يوتيوب شورتس في خمس دول ناطقة بالإنجليزية.
وتشمل القدرات الجديدة:
إنتاج مقاطع فيديو مولدة بالذكاء الاصطناعي.
تحريك الصور باستخدام حركات مأخوذة من مقاطع فيديو أخرى.
دمج شخصيات أو منتجات افتراضية داخل الفيديوهات التقليدية.
إنتاج محتوى للبودكاست، مع وصول جمهوره إلى مليار مشاهد شهريًا.
مزامنة حركة الشفاه مع الأصوات في النسخ المترجمة، ما يعزز انتشار المحتوى بلغات متعددة.
مخاوف من تهديد الإبداع وانتشار التضليل
رأى الصحافي الأردني خالد القضاة أن هذه الأدوات «تمثل خطراً على الإبداع والمبدعين»، لأنها تذيب الحدود بين المحتوى الأصيل والمحتوى الصناعي، وقد تهدد مهن التصوير والمونتاج والترجمة والدوبلاج. ودعا القضاة إلى إعلان نسبة تدخل الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى، وتوفير أدوات مجانية للجمهور لكشف المقاطع المولدة، إلى جانب وضع ميثاق شرف عالمي ينظم هذه الاستخدامات.
من جانبه، وصف الصحافي المصري محمد فتحي الأدوات الجديدة بأنها «ثورة حقيقية في صناعة المحتوى الرقمي»، لأنها تتيح إمكانات هائلة للمبدعين وتوفر الوقت والجهد لإنتاج فيديوهات عالية الجودة. لكنه حذر في الوقت نفسه من كونها «سلاحاً ذا حدين»، إذ يمكن استغلالها لإنتاج فيديوهات مزيفة تُنسب زوراً إلى شخصيات عامة، ما قد يؤدي إلى أزمات سياسية وزعزعة الثقة في المعلومات.
الإشارة إلى المحتوى المولّد بالذكاء الاصطناعي
ورغم أن «يوتيوب» تلزم المبدعين بالإشارة إلى المحتوى الذي تم إنتاجه أو تعديله باستخدام الذكاء الاصطناعي، إلا أن مراقبين يؤكدون أن هذه الإشارات غالباً ما تُدرج في وصف الفيديو الذي لا يطالع الكثير من المستخدمين، ما يعزز مخاوف الخبراء من اتساع رقعة التضليل البصري والسمعي على المنصة الأشهر عالميًا.