على عمق سبعة أمتار.. رجل يخوض تجربة الحياة تحت الماء
نشر بتاريخ: 19 مارس 2023 الساعة 01:13 مساءًالمشاهدات:
542 مشاهدة
استيقظ جوزيف ديتوري، 55 عاماً، على سرير بطابقين، على عمق سبعة أمتار تحت سطح البحر قبل الفجر بقليل، حيث كانت الأعماق مظلمة خارج النوافذ الكبيرة المستديرة لغرفة معيشته. حضّر قهوته مستعداً لشروق الشمس، التي امتلأ معها كوخه الصغير في قاع البحر بالضوء الأخضر الناعم.
بحسب صحيفة بريطانية، كانت هذه بداية ديتوري يوم الرابع عشر في قاع بحيرة بجوار كي لارغو، فلوريدا، خلال تجربة الحياة تحت الماء، ومحاولته أن يصبح أول إنسان يقضي 100 يوم تحت سطح البحر.
يعتقد ديتوري، الأستاذ المساعد في جامعة جنوب فلوريدا، أنه قد يواجه أيضاً الشيخوخة قريباً، ويحسِّن فرصه في العيش بعد المئة.
ويسمح التعرض لضغط الهواء أعلى مرتين أو ثلاث مرات من المعتاد، للرئتين بجمع المزيد من الأوكسجين، وقد استُخدِمَ لعلاج الغواصين في أعماق البحار الذين يعانون من الانحناءات والالتهابات وإصابات أخرى.
ديتوري، الذي كان غواصاً بالبحرية الأمريكية، يعيش بالفعل داخل كبسولة عبارة عن كابينة تبلغ مساحتها 9 أمتار مربعة كانت متوقفة في الأصل في القاع قبالة بورتوريكو وكان مختبراً للأبحاث في السبعينيات.
بعد إحضارها إلى فلوريدا، أُعيدَ تشكيلها إلى فندق لا يمكن الوصول إليه إلا ببدلة غوص سكوبا عبر منفذ مائي في الأرض.
ضيوف ومحاولات سابقة
من بين الضيوف الذين يقيمون لفترات قصيرة، ويخرجون إلى غرفة مبللة لخلع بدلاتهم، بيير ترودو، رئيس وزراء كندا السابق، وستيفن تايلر، مغني فرقة الروك إيروسميث.
ومن بين أولئك الذين بقوا لفترة أطول ريتشارد بريسلي، رائد الفضاء، الذي أمضى 69 يوماً هناك في عام 1992 في تجربة أشرفت عليها وكالة ناسا لدراسة آثار العزلة خلال المهمات الفضائية الطويلة.
تم تجاوز هذا الرقم القياسي في عام 2014 من قبل اثنين من علماء الأحياء، جيسيكا فاين وبروس كانتريل، اللذين تمكنا من البقاء لمدة 73 يوماً.
أمضى ديتوري 27 عاماً في البحرية ثم درس الهندسة الطبية الحيوية وتخصص في إصابات الدماغ الرضحية. وفي سبتمبر/أيلول 2021، عانى من إصابةٍ خطيرة عندما اصطدمت سيارة بجانب شاحنته الصغيرة أثناء عودته إلى المنزل من صالة الألعاب الرياضية. فقد وعيه، وأصيب بسكتة دماغية وانتهى به الأمر في العناية المركزة. أمضى أسبوعاً في المستشفى.
ونظراً لخبرته، تخيل أنه سيكون في وضع جيد للتعافي، ولكن لا يبدو أن هناك علاجاً واحداً مفيداً وكان يعاني من الخوف والقلق والأفكار الانتحارية. بعد حوالي شهر ونصف من الحادث، تبنى نظاماً يتضمن بشكل أساسي الكثير من العلاجات في وقت واحد: العلاج بالأوكسجين عالي الضغط، والعلاج السلوكي المعرفي، والعلاج الطبيعي.
أدت التجربة، في النهاية، إلى هذه التجربة للعيش مئة يوم تحت الماء، بمعدل 1.65 ضعف الضغط على السطح. حيث قال: “لقد صممت هذه الدراسة حول قوة الشفاء من إصابات الدماغ الرضحية. عمق المعالجة أو ضغط الهواء الذي أعالج الناس عنده على السطح هو بالضبط عمق المعالجة الذي أنا عليه الآن. نحن نعلم أنه يزيد الخلايا الجذعية. في العمق، تحصل على ضعف عدد الخلايا الجذعية المنتشرة على الأقل إذا قمت بذلك لمدة خمسة أيام فقط، فكم ستكون بعد 100 يوم؟”.
يعتقد ديتوري أيضاً أن الضغط يمكن أن يكون مفتاح العلاجات لزيادة عمر الإنسان.
ويخضع ديتوري نفسه كل يوم لمجموعة من الاختبارات الجسدية، بمساعدة فريق من الأطباء الذين يسبحون لزيارته. طبيبة نفسية تجري مشاورات أسبوعية معه عبر تطبيق زووم لمحادثات الفيديو. وقال: “بعد ثمانية أسابيع سأبدأ التحدث إليها مرة كل يومين، لمجرد أنني في بيئة منعزلة وقاسية”.
ويقوم ديتوري بإجراء دراسات لصالح ناسا وسبيس إكس، بما في ذلك استخدام جهاز مراقبة صحة الذكاء الاصطناعي الذي طوَّرته وكالة الفضاء لرواد الفضاء في مهمات طويلة.