دماغك قادر على اختلاق ذكريات كاذبة ما بين طرفة عين وانتباهتها
نشر بتاريخ: 14 أبريل 2023 الساعة 01:53 مساءً المشاهدات:
167 مشاهدة
دماغك قادر على اختلاق ذكريات كاذبة ما بين طرفة عين وانتباهتها

تمكن فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة أمستردام من خداع أدمغة المشاركين في إحدى التجارب لاختلاق ذكريات كاذبة بشكل فوري، الأمر الذي يشير إلى أن البيانات الواردة إلى الذاكرة لدينا تتداخل على الفور مع التوقعات السابقة عنها.

 

وفي علم النفس، فإن اصطلاح الذاكرة الكاذبة يعني أن يتذكر شخص ما شيئا لم يحدث أو يتذكره بشكل مختلف عن الطريقة التي حدث بها بالفعل.

 

 

ذاكرة الحروف

 

للتوصل إلى تلك النتائج، التي نشرت في الخامس من أبريل/نيسان الجاري في دورية “بلوس وان ” (PLOS One)، قام الفريق بإجراء تجارب على 534 شخصا، تضمنت أن يرى كل منهم شريحة تتضمن أحرفا من الأبجدية الإنجليزية في اتجاهاتها الحقيقية أو المعكوسة (مثلا مرات يعرض الحرف بشكله السليم E ومرات باتجاه معكوس Ǝ) بشكل عشوائي. ثم بعد ذلك، طُلب من جميع المشاركين أن يتذكروا حرفا مستهدفا بعد نصف ثانية فقط من مشاهدة الشريحة.

 

وحسب الدراسة، فقد جاءت النتائج لتقول إن ما يقرب من 20% من المشاركين كوّنوا ذاكرة كاذبة عن الحرف المستهدف وأن هذه النسبة ازدادت إلى 30% بعد 3 ثوان، وفي وصفهم قالوا إنهم رأوا في أدمغتهم الحرف بهذا الشكل ولا يتذكروا أبدا أنهم رأوه بشكل آخر.

 

 

الذاكرة الكاذبة

 

هذه ليست المرة الأولى التي توثق فيها ظاهرة الذاكرة الكاذبة، في عام 1974 تمكن متخصصا علم النفس الإدراكي من جامعة واشنطن إليزابيث لوفتس وجون بالمر من رصد الظاهرة عبر تجارب عرضت على المتطوعين أفلاما قصيرة متفاوتة في المدة بين 5 إلى 30 ثانية تتضمن حادث اصطدام سيّارتين.

 

في هذه التجارب، تم سؤال المشاركين عما رأوه في الحادث لكن مع تغييرات في اللغة المستخدمة في كل سؤال، كأن تستخدم لفظة “ارتطام” في بعض الأسئلة ولفظة “تحطم” في أسئلة أخرى وهكذا، وجاءت النتائج لتشير إلى وجود اختلاف في ذكريات الأشخاص.

 

وخلال أكثر من 200 دراسة على 20 ألف خاضع للتجارب، تبين للباحثة لوفتس ورفاقها أن الذاكرة ليست كاميرا لتسجيل الأحداث بقدر ما تشبه “ويكيبيديا”، حيث يمكن لك أن تدخل لتسجل بها موضوع عن شيء ما، لكن يمكن لأحد بعد فترة تعديله. فذكرياتنا عن شيء ما يمكن أن يتم تعديلها مع الزمن لأسباب متنوعة.

 

 

هل نرى الواقع؟

 

لكن إلى جانب التأكيد على وجود تلك الظاهرة في سياق لحظات قصيرة جدا، وصل باحثو جامعة أمستردام إلى نتيجة أخرى تقول إنه كان من المرجح أن يتذكر الناس الحرف المعكوس كحرف حقيقي مقارنة بالعكس.

 

ويشير ذلك إلى أن ذاكرتنا تميل إلى التفاعل مع الواقع الموضوعي بشكل لحظي بحيث تغيره بما يتناسب مع خبراتها المسبقة.

 

فإذا كانت خبراتنا البصرية مثلا على مدى الزمن تتضمن أن يكتب حرف E الإنجليزي بهذا الشكل، فإن خلايا الذاكرة تسجله بهذا الشكل وتتوقع مستقبلا أن تراه بهذا الشكل، وإذا حدث ورأيناه معكوسا فإن الدماغ في بعض الأحيان قد يميل لتعديله بحيث تظن أنك رأيته بحالته الطبيعية.

مشاركة
الكلمات الدلالية:
أخبار ذات صلة
© 2024 دربونة | جميع الحقوق محفوظة