توفي الشاعر العراقي كاظم السعدي، صباح اليوم الثلاثاء، في مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان العراق بعد صراع طويل مع المرض.

وقال الصحفي شاخوان صباح المقرب من الراحل، إن السعدي توفي بالساعة 8:30 صباح اليوم داخل شقته في “لايف تاورز” في مدينة أربيل.

وأضاف أن فنانين اطلقوا مناشدة لاخراج السعدي من دار المسنين في بغداد إلا أنها لم تجد آذاناً صاغية لأقوم بدوري بإيصال المناشدة إلى مكتب رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني والذي استجاب فورا.

وتابع صباح بالقول إن مكتب الرئيس نقل الراحل إلى مدينة أربيل وتم عرضه على افضل الأطباء وعلى أرقى المستشفيات لغرض علاجه، مشيرا إلى أن مكتب الرئيس نيجيرفان بارزاني منح سكنا للراحل وهو عبارة عن شقة في أرقى الأماكن مع تخصيص راتب شهري له.

ونعى الكاتب والصحفي إدريس الآشوري في تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، الشاعر الراحل.

وكاظم السعدي هو شاعر غنائي عراقي، بدأ مسيرته في سبعينات القرن المنصرم، وكتب أغاني ذات شهرة لبعض فناني الغناء العراقي ثم العربي، عمل في مجال الشعر الغنائي والصحافة. وغادر الراحل العراق في العام 1995 إلى الإمارات العربية المتحدة، وظل هناك أكثر من 20 عاماً تعامل فيها مع فنانين عراقيين وعرب، عاد بعدئذٍ إلى العراق في العام 2019.

تجاوزت المسيرة الفنية للسعدي 50 عاماً، كتب شعراً غنائياً وطنياً ورومانسياً لعدة مطربين عراقيين ثم عرب، وتعامل مع مغنيين من جيل السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات قبل أن يتوجه إلى الإمارات حيث استمر تعامله مع العراقيين وتوسع إلى العرب فتعامل مع جيل الألفية الثالثة.

حين عاد السعدي سنة 2019 إلى العراق، احتفت به جمعية الأدباء الشعبيين وقال لهم: وداعاً للغربة، والآن استقر بي المطاف في بلدي العزيز الذي كتبت له وأنا في الغربة لأني لم أكن بعيداً عنه بل لازمني طوال الفترة التي عشتها بالمهجر، وجئت محملاً بأمنياتي وخيالاتي لأعيش ما تبقى من العمر ببلدي الكبير عراق البطولة والأمجاد.

وفي شهر آذار سنة 2022، انتشرت صورة لكاظم السعدي وهو في دار المسنين في الكاظمية في بغداد، فأثارت ردود أفعال ساخطة لمثل هذا المصير.

وهاجرت أُسرة السعدي إلى أمريكا قبل دخوله دار المسنين بعشرين عاماً، ثم انقطعت السبل بين كاظم السعدي وأهله المقيمين في أمريكا المتجنسين بالجنسية الأمريكية، إذ يقول إنه عراقي، ولا يستطيع العراقيون دخول أمريكا بعد أن منعهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفي 28 نيسان من العام 2022، أوعزَ رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني بتوفير حياة كريمة في أربيل للشاعر كاظم السعدي.