الوحدة في التنوع.. رسوم متحركة لعصر ما بعد الاستعمار
نشر بتاريخ: 09 مارس 2023 الساعة 10:15 صباحًا المشاهدات:
443 مشاهدة
الوحدة في التنوع.. رسوم متحركة لعصر ما بعد الاستعمار

في عملها التركيبي “الوحدة في التنوع” (2003)، تُظهر ناليني مالاني ردّ فعل على أعمال العنف الطائفي التي استمرت ثلاثة أيام في ولاية كجرات في غرب الهند سنة 2002، لكنها في هذا العمل تواجه العنصرية الموجّهة في سياقين: الانقسام بين المسلمين والهندوس، والتمييز ضدّ المرأة في بلادها.

تستعيد الفنانة الهندية (1946) لوحة رسمها راجا رافي فارما عام 1889 لإحدى عشرة امراة يمثّلن ثقافات متنوّعة في شبه الجزيرة الهندية يعزفن لحناً واحداً، ثُبّتت على حائط غرفة معيشة لعائلة هندية تنتمي إلى الطبقة الوسطى، فيها مصباح وسلسلة صور فوتوغرافية لغاندي ونهرو في استحضار للكفاح ضدّ المستعمر البريطاني القائم على وحدة الشعب الهندي بأعراقه وأديانه المختلفة.

تراكم مالاني أعمالاً تتكئ على ذاكرة شعبية ممتدّة ضمن رفضها للسياسات اليمينية لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، المتزامنة مع صعود التيارات المتطرفة حول العالم، كما تضيئه في معرضها الجديد “واقعي مختلف” الذي افتتح الخميس الماضي في “الغاليري الوطني” بلندن، ويتواصل حتى الحادي عشر من حزيران/ يونيو المقبل.

يضمّ المعرض خمسة وعشرين من الرسوم المتحرّكة، وتسعة عروض فيديو، تمّ إنتاجها عام 2018 عبر استخدام جهاز الآي باد، ضمن سلسلة تسميها “فقاعات التفكير” تحاول من خلالها فهم حيرة العصر الحالي من خلال تبدّل الصور والأشرطة في وقت واحد على جدران القاعة الأربعة.

تضيء واقع الظلم واللامساواة في المجتمعات المعاصرة عبر تصوير النساء بشكل لا نهائي بوصفهن شخصيات تابعة، ويتم تمثيل الأشخاص الملونين في الغالب كخدم أو أكثر قليلاً من مجرد أشياء، وتتدفّق صور لشعب جنوب آسيوي مجهول الهوية يُحرمون من صوتهم ضمن التسلسل الهرمي للسلطة الاستعمارية، في استعارة لطروحات المنظّرة الأميركية من أصل بنغالي غاياتري شاكرافورتي سبيفاك.

في الأثناء، تغطّي الرسوم البيانية والرسوم البيانية لسوق الأوراق المالية الصور المعروضة، ما يعكس الأنظمة الاقتصادية العالمية التي تستمر في التهام عمل هذه الفئات المهمّشة وحياته، بمرافقة موسيقى تصويرية توحي بالتوتر والاضطراب، في تكثيف للعنف المتواصل ضدّها.

جذور هذا العنف، بحسب تصريحات مالاني، ترتبط بواقع خلقه الاستعمار الغربي الذي لا يزال إرثه مهيمناً على العالم، وهنا يتقاطع منظورها تجاه الواقع مع سيرتها الشخصية حيث وُلدت في كراتشي (تقع في باكستان حالياً) ونزحت مع عائلتها وهي لم تبلغ العام إلى الهند بعد تقسيم شبه الجزيرة الهندية لحظة خروج المستعمر البريطاني وما أعقبه من أعمال عنف متبادلة بين الهندوس والمسلمين، لتعيش طفولتها في مخيم للاجئين بمدينة مومباي. حدث لم يغب عن ذاكرتها وأسّس لرؤيتها كفنانة في مرحلة ما بعد الاستعمار.

مشاركة
الكلمات الدلالية:
أخبار ذات صلة
© 2024 دربونة | جميع الحقوق محفوظة