الضحك عوضا عن البكاء.. أشهر أفلام الكوميديا السوداء
نشر: بتاريخ 2023/03/12 المشاهدات:
230 مشاهدة

قد تكون أكثر الأشياء التي تُضحكنا، هي أبعد ما يكون عن الكوميديا أو الخفة، ومع ذلك فإننا نضحك، ربما لعبثية الفكرة، أو صعوبة الموقف، أو لأن الضحك عوضا عن البكاء هو السلاح الوحيد لدينا لمواجهة الألم والتوتر، ووسيلتنا الأسهل للحفاظ على رباطة جأشنا أمام ما تُلقيه الحياة على كاهلنا من مشكلات.

 

الفكرة نفسها يعتنقها صانعو أفلام “الكوميديا السوداء” الذين يعرفون كيف يعثرون على الفكاهة المظلمة بين جنبات القصص والحكايات، ومن ثمّ يستخدمونها لتمرير الدراما والأفكار الملهمة المنسوجة بمهارة بين طبقات متعددة من النكات المعقدة، مما يجعل تلك النوعية من الأفلام غير مناسبة للجميع بالضرورة وإنما لها جمهورها الخاص والمخلص الذي يُقدِّرها ويُبشّر بها ويبحث عنها طوال الوقت.

 

وبالنظر إلى العقد الأخير يمكننا أن نرى كيف كانت الحياة صعبة وحالكة، بين حروب وإرهاب ووباء وأزمة مالية طالت اقتصاد العالم أجمع، الأمر الذي جعل بيئة هذا الواقع تُنتج عددا هائلا من أفلام “الكوميديا السوداء”، إليكم أشهرها:

 

 

مت أو انتمِ للقطيع

 

يورغوس لانثيموس مؤلف ومخرج يوناني يحترف الأعمال التي تضرب وترا حساسا طوال الوقت، تبدو للوهلة الأولى بعيدة تماما عن واقعنا، لكن ببعض التدقيق نستطيع أن نتعرّف إلى أنفسنا بين سطور الحكايات، أو نرى ما يُشبه عالمنا، هناك داخل أروقة عالمه الغريب الفانتازي المليء بالخيال الاستثنائي والأقرب إلى الأساطير، فنشهد نوعا خاصا من الكوميديا شديدة السواد، نتمنى ألا نكون يوما أحد أبطاله.

من بين أعماله نذكر اليوم فيلم “جراد البحر” (The Lobster) الذي صدر في 2015 وجاء من بطولة كل من كولين فاريل، وريتشل وايز، وأوليفيا كولمان.

تدور أحداث الفيلم في عالم بعيد، يفرض على قاطنيه العيش في ثنائيات، فمن توفى شريكه أو انفصل عنه، صار عليه الإقامة بأحد المنتجعات بنية العثور على شريك آخر يجمعهما عامل مشترك واضح مهما بدا سطحيا، وإلا سيكون مصيره الموت إذا انقضى 45 يوما بدون ذلك.

يدفع ذلك الكثيرين للاحتيال وانتحال الصفات والسلوكيات للعثور على شريك، أما صاحب الحظ الأفضل فينجح بالهرب، ليس بعيدا وإنما إلى أحضان الطبيعة، حيث تقبع جماعة أخرى ترفض الحب جملة وتفصيلا، وتفرض على من يعثر عليه عقوبة لا تقل سوءا عن الموت.

تُرى كيف سيكون موقفك إذا لم تجد الحب في العالم الأول ووجدته في الآخر؟ تلك هي الإشكالية التي يقع بها البطل، الذي يجد نفسه فريسة سهلة بين فَكّي عالمين لا يقلان عن بعضهما تطرفا، وعليه أن يثور على أحدهما وينتمي للآخر أو يمت.

المصدر: دربونة | Drbona
اقرأ ايضاً
© 2024 جميع الحقوق محفوظة الى دربونة